كيف تتعامل مع الأشخاص السلبيين دون أن تفقد طاقتك

 

كيف تتعامل مع الأشخاص السلبيين دون أن تفقد طاقتك

آخر تحديث: أكتوبر 2025

كيف تتعامل مع الأشخاص السلبيين دون أن تفقد طاقتك


مقدمة: كيف تحافظ على نورك وسط طاقة الآخرين

في الحياة، لا مفر من التعامل مع أشخاص سلبيين. ربما يكون زميل عمل لا يتوقف عن الشكوى، أو قريب يثبط عزيمتك في كل مرة تتحدث فيها عن حلمك. هؤلاء الأشخاص يمكن أن يستنزفوا طاقتك، ويجعلوك تشك في نفسك إن لم تكن واعيًا لطريقتك في التعامل معهم.

في هذا المقال، سنكتشف معًا كيف تتعامل مع الأشخاص السلبيين دون أن تفقد طاقتك، من خلال أدوات عملية ونفسية تحافظ على سلامك الداخلي، وتمنحك القدرة على البقاء متوازنًا مهما كان من حولك.

من هم الأشخاص السلبيون؟

الشخص السلبي ليس بالضرورة إنسانًا سيئًا، لكنه يعيش غالبًا في دائرة من الشكوى، التذمر، والنظر إلى الحياة من منظور مظلم. يرى المشكلات في كل شيء، وينشر حوله طاقة من الإحباط أو الخوف.

أهم صفاتهم:

  • يركزون على الأخطاء بدل الحلول.
  • يشكون باستمرار من الحظ أو الظروف.
  • يسخرون من محاولاتك للنمو أو التغيير.
  • يحبون الدراما والمبالغة في سرد المعاناة.

لماذا يؤثرون فينا بهذه القوة؟

لأن الطاقة معدية. أدمغتنا مبرمجة على التقاط المشاعر من حولنا — ما يُعرف بـ العدوى العاطفية. عندما تتواجد لفترة طويلة مع شخص سلبي، يبدأ دماغك بتقليد نبرة صوته، طريقة تفكيره، وحتى مستوى توتره، دون أن تشعر.

لهذا السبب من المهم أن تدرك أن الوعي هو درعك الأول. عندما تدرك أن طاقة الآخر لا تخصك، يمكنك وضع حدود واضحة تحميك من التأثر بها.

الخطوة الأولى: لا تحاول تغييرهم

أكبر خطأ يمكن أن ترتكبه هو محاولة "إصلاح" الشخص السلبي. التغيير لا يحدث بالإجبار، بل بالرغبة الداخلية. لذلك، ركّز على ما يمكنك التحكم فيه: نفسك.

قل لنفسك دائمًا: "أنا مسؤول عن طاقتي، وليس عن مشاعر الآخرين." هذا الإدراك البسيط يحررك من شعور الذنب أو الواجب تجاه سلبية غيرك.

الخطوة الثانية: ضع حدودًا واضحة

الحدود ليست أنانية، بل احترام للنفس. إذا كان أحدهم يستنزفك بالشكوى الدائمة أو النقد المستمر، فمن حقك أن تقلل تواصلك معه أو تحدد وقتك بوضوح.

يمكنك أن تقول بلُطف: "أتفهم مشاعرك، لكني لا أستطيع التحدث عن هذا الموضوع الآن." أو: "دعنا نركز على الحلول بدل تكرار المشكلة."

الخطوة الثالثة: لا تأخذ سلبية الآخرين بشكل شخصي

الشخص السلبي لا يراك كما أنت، بل يراك من خلال عدسة مشاعره المظلمة. كثير من هجومه أو نقده هو انعكاس لضعفه الداخلي، وليس تقليلاً منك.

عندما تدرك هذا، ستتعلم أن تفصل بين "كلامهم" وبين "قيمتك". وكما قال الفيلسوف إبكتيتوس: “ما يؤذيك ليس ما يقوله الناس، بل رأيك فيما يقولون.”

الخطوة الرابعة: مارس “الحياد العاطفي”

الحياد لا يعني البرود، بل يعني أنك تختار ألا تدخل في دوامة الانفعال. عندما يبدأ شخص سلبي في بث طاقته، تنفّس بعمق، وقل لنفسك داخليًا: "هذا ليس لي، إنها طاقته هو."

هذه التقنية البسيطة تساعدك على الاحتفاظ بطاقتك دون الدخول في معارك لا طائل منها.

الخطوة الخامسة: قلّل من وقتك معهم إن لزم الأمر

لا حرج في الابتعاد عن الأشخاص الذين يستهلكون طاقتك باستمرار. ليس كل شخص في حياتك يستحق أن يبقى فيها بنفس الدرجة. تعلم أن توازن بين التعاطف مع الآخرين وحماية ذاتك.

ضع قاعدة ذهبية: “إذا خرجت من لقاءٍ مع أحدهم وأحسست أنك أضعف، فأنت تحتاج مسافة.”

الخطوة السادسة: حافظ على طاقتك الإيجابية اليومية

حتى لا تمتص طاقة الآخرين السلبية، عليك أن تكون مملوءًا بالطاقة الإيجابية مسبقًا. مارس التأمل، استمع للموسيقى الهادئة، اقرأ كتبًا تلهمك، أو اقضِ وقتًا في الطبيعة. كل هذه الأنشطة تشحن طاقتك الداخلية وتمنحك مقاومة أعلى ضد السلبية.

تذكّر أن الوقاية خير من العلاج: فالعقل المشحون بالإيجابية أقل عرضة للتأثر بطاقات الآخرين.

الخطوة السابعة: استخدم لغة هادئة ومتعاطفة

في بعض الأحيان، الشخص السلبي يحتاج فقط أن يشعر بأنه مسموع. استخدم عبارات مثل:

  • “أتفهم أنك تمر بوقت صعب.”
  • “يبدو أن هذا الأمر يزعجك كثيرًا.”
لكن لا تُغرق نفسك في تفاصيل مشاعره. قدّم التعاطف دون أن تتورط في الدراما.

الخطوة الثامنة: لا تدخل في جدال معهم

الجدال مع شخص سلبي يشبه محاولة إطفاء النار بالبنزين. كلما حاولت إقناعه، ازداد تمسكه برؤيته السلبية. الأفضل أن تكتفي بالهدوء، وقل ببساطة: “ربما ترى الأمر بهذه الطريقة، وأنا أراه بشكل مختلف.”

الخطوة التاسعة: كن أنت مصدر النور

لا ترد السلبية بسلبية. حافظ على اتزانك وكن أنت المثال الهادئ الذي يُظهر أن الإيجابية ممكنة. كثير من الناس يتأثرون دون وعي بمن ي radiates طاقة إيجابية حقيقية.

كن الشخص الذي يُدخل الطمأنينة إلى المكان بدل أن يتأثر بضوضاءه.

الخطوة العاشرة: تذكّر أن الانسحاب أحيانًا قوة

في بعض العلاقات، الحل الوحيد هو الانسحاب. ليس لأنك تكره الآخر، بل لأنك تحب نفسك. إذا استمر الشخص في إيذائك أو امتصاص طاقتك رغم كل محاولاتك، فابتعد بسلام واحترام.

سلامك الداخلي أهم من أي علاقة تُضعفك.

خاتمة: حافظ على طاقتك فهي حياتك

التعامل مع الأشخاص السلبيين ليس بالأمر السهل، لكنه ممكن بوعي وحدود صحية. تعلم أن طاقتك مسؤوليتك، وأنك لا تستطيع أن تُسعد الجميع أو تُغير نظرتهم للحياة. لكن يمكنك دائمًا أن تختار السلام، والهدوء، والإيجابية رغم كل شيء.

تذكّر دائمًا: من يملك السيطرة على طاقته، يملك السيطرة على حياته.

مراجع موثوقة:

  • Psychology Today – مقالات حول الطاقة العاطفية والتعامل مع السلبية.
  • Harvard Health Publishing – أبحاث عن العدوى العاطفية وأثر البيئة النفسية.
  • Mindful.org – استراتيجيات التأمل والحفاظ على الهدوء الداخلي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال

🌷 مواقع شبكة أراباز

مواقع مفيدة في التقنية، الربح والمزيد: